أشار الرئيس ​سليم الحص​ إلى انه "من قلب ​بيروت​ المنكوبة بعد الكارثة التي ألمت بها، صُدمنا بنبأ تطبيع العلاقات بين دولة ​الإمارات العربية​ و​إسرائيل​ العدو الغاصب ل​فلسطين​، في خطوة أقل ما يقال فيها أنها طعنة نجلاء في قلب فلسطين وشعبها الأبيّ"، منوهاً بأن "ما أقدمت عليه دولة الإمارات العربية سيدوّن في التاريخ جريمة بحقّ فلسطين والعروبة ومقدّساتنا وصفحة سوداء أخرى في سجل هزائمنا. إنه أمر".

ولفت الحص إلى ان الاتفاق "بالغ الخطورة لأنه يمهّد الطريق أمام تطبيع عربي واسع مع الكيان الصهيوني بحجّة الإقدام على سلام الشجعان. إننا نرى الكيان الإسرائيلي الغاصب ماضيا في استدراج المتخاذلين من العرب فرادا، إلى اتفاقات أحادية مجانية، فبعد اتفاق السلام مع مصر واتفاق أوسلو المشؤوم ثم السلام مع ​الأردن​ زاد العدو الإسرائيلي من صلفه و في غييه وظلمه لشعب فلسطين فتمادى بتهديم بيوت ​الفلسطينيين​ والاستيلاء على أراضيهم وأرزاقهم وبناء المستوطنات تمهيداً لتهجير منسّق مع الإدارة الأميركية، الداعم الرئيس لما يسمى ب​صفقة القرن​".

كما أفاد بانه "إذا كانت مصر ​أنور السادات​ قد عقدت صلحاً منفرداً مع العدو الإسرائيلي بحجّة استرجاع ​سيناء​، فما هو الدافع لدولة الإمارات لعقد صلح مع عدو الأمة فيما دولة الإمارات لم تتعرض لاحتلال ولم تواجه تهديداً عسكرياً مباشراً من قبل العدو الإسرائيلي؟ أما مقولة ما سمّي بتجميد ضمّ الأراضي الفلسطينية في ​الضفة الغربية​ وغور الأردن فما هو إلا خديعة آنية وكذبة مفضوحة وقد عوّدتنا إسرائيل على ذلك وسنرى أن عملية القضم ستستأنف قريباً بغفلة من الزمن وأمام أعين العرب"، موضحاً أن "إسرائيل لا تريد سلاماً، إنها دولة مغتصبة توسعيّة هدفها الاستيلاء على ​العالم العربي​ من النيل إلى الفرات. لذلك فإننا نربأ بدولة الإمارات العربية الإقدام على تطبيع العلاقات مع عدو محتل لوطن اسمه فلسطين وهذا التطبيع لن يشكل حلاً لمشروع الدولتين كما تزعم دولة الإمارات وهي خطوة لن تأتي بالسلام المزعوم في أي حال من الأحوال بل إننا نستطيع القول أنها خطوة هادفه لكيّ وعي أجيالنا العربية ولتسهيل القضاء على ​القضية الفلسطينية​ برمتها وبشكل يؤدي إلى طمس معالمها".

وأكد الحص أنه "أنا شخصياً أحمد الله أن بلدي لبنان الذي وصف بالضعيف تراه اليوم البلد العربي القوي الذي لم يعقد صلحاً مع العدو والذي لم يرفع يوماً علم إسرائيل على أرضه والذي رفض كل أشكال التطبيع وأنا اعتز بذلك"، مشددجاً على أنه "مهما تخاذل العرب ومهما ظلموا فلسطين فإن فلسطين بوحدة شعبها ودعم ما تبقى من الأشراف في عالمنا العربي ستنتفض رفضاً لظلم ذوي القربى وإحقاقا للحق وستبقى فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر وعاصمتها القدس الشريف عربية الهوية والبوصلة للقضية العربية المركزية، ولا سلام دون ذلك".